من الشواهد التي تثبت أن هناك بشر في العصر الحديث دخلوا بلاد الجن السفلي بعالم جوف الأرض الداخلي هي تلك القصة التي جاءت في كتاب بعنوان : ( أرض تحت الأرض ) لكاتبه سويديه الأصل أسمها : (Karin . F . ghanssinn ) ، جمعت معلوماته من فم جداتها السويديات الريفيات ، ونشرته في السويد عام 1985م جاءت فقرة من باب أسمته : ( علي باب الأرض الغريبة ) ، روت فيها الفتاة السويدية ( كارين ) تجربة شخصية حدثت لها وهي في الحادية عشرة من عمرها .. وعندما أخبرت والديها بقصة هذه الرحلة الغريبة التي استغرقت ثمانية شهور كاملة رأت الذعر يرتسم علي وجهيهما فقد ظنا أن ابنتهما أصابها الخبال وأتلف عقلها الخيال .. لكن كارين أعطتهما أثرا ً مما رأت .. وبرغم هذا لم يصدقاها ، واعتبرا أنه آثار الأجداد الفايكنج القدامى سكان مستعمرة جرينلاند ، وأنها لم تجد شيئا ً نادرا ً كما تصورت ، لأن ما وجدته شائع لدي علماء الآثار .. فما هو الشيء الذي أعطته لهما ..؟ !! وكيف حدث لها ما حدث ؟ هذا ما سوف نقوم بمعرفته بأذن الله تعالي من خلال أحداث هذه القصة المثيرة الغريبة في السطور القادمة كما يلي :
في يوم من الأيام وتحديدا في مساء ليلة الثامن عشر من شهر يناير الثلجي عام 1950م في إحدى ضواحي مدينة ( KALAMAR ) الهادئة ، كثيرة المزارع والغابات بينما كانت الفتاة ( كارين ) التي تبلغ من العمر احدي عشرة سنة تلعب في حديقة منزلهم الأحمر اللون المضيء إضاءة خافته.. وكان معها صبيان من أولاد الجيران ، أكبرهما يبلغ من العمر تسع سنوات والآخر يبلغ ثمانية سنوات... وإذا بهم يسمعون صوت ارتطام جسم ثقيل جدا ً بالأرض .. علي بعد أقل من 100 ياردة منهم في بداية الغابة .. لكن الصبيان الصغيران فرا فزعا ً تجاه منزلهم المجاور لمنزل كارين لكن الفتاة ( كارين ) الصغيرة وجدت نفسها دون أن تدري تدخل الغابة لتستطلع الأمر ما بين الخوف والقلق وحب الاستطلاع الذي يجري في دمائها من الصغر .. وأخذ الصبيان يصرخان عليها بالنداء ، لكنها كانت كمن أصيب بالصمم ، وجذبته قوة سحر ، أو قوة جذب مغناطيسية ، فذهب الصبيان إلي أهاليهما ـ وإلي أهل كارين ، لكن السيف كان قد سبق العزل .. فعندما حضر الأهالي وتنادوا بينهم ، وأخذوا الشموع معهم لم يعثروا لكارين علي أثر ولم يعثروا علي أي جسم مرتطم بالأرض .. إنما وجدوا أثرا ً لفجوة ضخمة في باطن الأرض كأنما هي أثر لزلزال قديم ، وظلوا يصرخون ( كارين ) .. ( كارين ) ولكن بلا مجيب..
وأصرت والدتها وهي تجهش بالبكاء أن تنتظر حتى الصباح الذي يأتي عندهم أما متأخرا ً جدا ً ... وإما مبكرا ً جدا ً .. ولكن دأبه في هذا الشهر التأخر .. وتنادي أهالي البلدة وأشعلوا الشموع لكن بلا فائدة سوى أنهم أبصروا نهاية الفجوة علي بعد خمسة أمتار ، وفوجئوا أن كل أرضية الفجوة عبارة عن كتلة واحدة من الصخر .. دون ثقوب أو أي فجوات بها .. إذا لو ارتطمت كارين بهذه الصخرة لأصبحت أشلاء في دماء ، لكن ما أذهلهم هو أن الكل أجمع علي أن هذه الفجوة الكبيرة بأرض الغابة لم يكن لها وجود حتى عهد قريب ..!! وهنا ضجت والدة كارين بالأنين ... وبدأ الجميع يتهامسون .. أين ذهبت ...؟! ... إن الأمر أصبح لغزا ً .. وفي العاشرة صباحا ً بدأ النور يملأ مداخل الغابة وراح الأهالي وأم كارين علي رأسهم يحملقون في كل مكان بالفجوة ، وما حولها ، ومنهم من تجول في الغابة .. لكن لا أثر لأي شيء ..
وأصبحت كارين حديث أهل المنطقة بأسرها .. وأصبح فؤاد أم كارين فارغا ً إلا من ذكر كارين ... أما والدها فقد أبلغ مقام حاكم المدينة ، وتحركت أجهزه الشرطة في المدينة .. وأصبحت ( كارين المفقودة ) لغزا ً... !! بل لغزا ً محيرا ً..
لكن كارين لم تمس بأي سوء .. إنها الآن في حالة غيبوبة فقط ... إنها الآن نائمة إلي جانب بعض الأقزام غريبي الشكل ، كأنها ( أليس في بلاد العجائب ) ، أو ( الأميرة والأقزام السبعة ) .. فـ (كارين) عندما دخلت الغابة ، أصابها حالة ذهول من وجود أنوار أمامها بلا مصدر ضوء .. وعندما حملقت في مصدر هذه الأنوار فوجئت بمجموعة هائلة العدد من الأطفال يلهون كأنهم في غابة خاصة بهم أو في حديقة عامة ، والمدهش أن أجسامهم وملابسهم مضيئة كأنها أنوار كشافات ، فأصيبت بحالة ذهول ، لكنها عقدت العزم علي أن تعرف ما هؤلاء ؟! .. ومن هؤلاء .. ؟! فاقتربت منهم رويدا ً .. رويدا ً .. لكنها فجأة سقطت في تلك الهوة الصخرية التي لم تبصرها ، ولم تشعر بشيء بعدها حتى الآن ؟
ولكن ما حدث هو أن هؤلاء الأقزام الذين تصورت أنهم أطفال رأوها تسقط في الفجوة المفتوحة أمامهم ، فطار بعضهم وراءها كأنهم ( الحمائم ) أو ( طواويس ) طائرة وتلقفوها قبل أن تهوي إلي مسافات هائلة ، فترتطم بالأرض علي بعد آلاف الأميال تحت هذه الغابة فتموت لا محالة ..!!
وهبط بها الأقزام إلي هذه الأرض .. كأنهم طائرة كبيرة تحمل راكبا ً واحدا ً مكرما ً .. ولأن مسافة طيرانهم من أعلي إلي أسفل كانت كبيرة جدا ً . قرروا أن يمكثوا معها وتمكث معهم ، حتى يستعيدوا قواهم ويعودوا بها ...
ولذلك أغلقوا البوابة الكبيرة بين الغابة وبين تلك الأرض المجهولة القابعة تحت سطح الأرض علي بعد آلاف الأميال من سطح الغابة ..! ولم تكن تلك البوابة سوى الصخرة الضخمة بلا أي فجوات ..
أفاقت الفتاة ( كارين ) بعد عدة ساعات وهي تغمغم بكلمات فحواها : ما هذا الذي رأيت في الغابة ؟! ... إنه لحلم عجيب ؟! .. وأرادت أن تنهض لتخبر والديها ، لكنها فوجئت أنها نائمة علي أريكة غريبة ، وكل شيء حولها هو باللون الأحمر أو البرتقالي أو الأصفر .. وأحست بدوار في رأسها عندما رأت حولها ما يقرب من ألف قزم صغير ، يلبسون ملابس غريبة كأنهم مهرجون ..
وبدأت كارين تتمالك نفسها بعدما أدركت أنها مخطوفة أو رهينة لعصابة ضخمة من الأقزام .. وعلي ما يبدو أنهم يريدون فدية من والديها .. وأنها في وكر غريب لهم .. فحاولت أن تكلمهم وتشرح لهم أن والديها ليسا من الأثرياء ، وأنها ابنتهم الوحيدة ، وأنهم لاشك الآن في أزمة نفسية هائلة !! وكل الأقزام التفوا حولها يتصنتون لها بذهول دون أن ينبس أحدهم ببنت شفه .. فهددتهم أنها لن تسكت .. وأن والديها لا محالة سيبلغون الحاكم والشرطة لكن أحدا ً لم يرد عليها .. فأدركت أنهم لا يأبهون لها .. فراحت تتوسل لهم أن يتركوها وهي تبكي بكاء مريرا ً ..
وفهم الأقزام أن الفتاة المسكينة تعاني من حالة خوف وفزع .. فأشاروا عليها بجولة في المدينة لكي تهدئ من روعها وأخذوا يكلمونها بالإشارة ، وبكلام واضح أنه لغة غريبة عليها .. !! ففهمت ( كارين ) أنها أمام قوم غير قومها .. لهم لغة غير لغتهم .. فحاولت أن تسألهم هل هم خطفوها إلي بلد أخري غير بلدها ... ؟؟ وما السبب ؟ .. فأخذوا يشيرون بأيديهم أنها سوف تري ما لم تر طول حياتها .. وأنها ستكون سعيدة بينهم إلي أن تحين لحظة عودتها إلي أهلها .. لكنها لم تفهم إلا معاني متداخلة ومتناقضة ..
وبدأ الخوف يزول من قلبها وتحل محله الدهشة عندما رأت أحد الأقزام يطير أمامها بسرعة كأنه حمامه صغيرة ... وفهمت كارين مؤخرا ً أنه لابد أن تتحرك معهم إلي حيث سيتحركون ..!!
وسارت معهم في طرق كلها حمراء الأرضية .. حمراء الهواء ... حمراء السماء ... !! وأخذوها إلي مركبة مصنوعة من معدن كأنه الألومنيوم ، لكنه ليس الألومنيوم ..!! وأركبوها فيها .. فإذا بالمركبة تتحرك كأنها سيارة دون عادم أو أي أحتراقات .. وهم حولها يتحركون ويطيرون ... وهي وحدها داخل المركبة التي لا تتسع إلا لشخص واحد فقط ..!!
وبدأت المركبة تسير بسرعة أكبر وحدها كأنها طائرة تستعد للطيران .. وهي تنظر من خلال نافذة المركبة فرأت أشياء كالجبال .. وتلالا ً كبيرة ... وكهوفا ً ومغارات في الجبال حمراء اللون .. ومنازل متراصة لكنها كلها مبنية بشكل دائري.. كأنها عجين دائري .. أو أطباق للطعام .. وإذا بالمركبة تقف فجأة .. فأشار لها قادة الأقزام بالنزول ... فنزلت بعدما أيقنت أنها تعيش في عالم آخر غير عالم البشر ... وأن هذه المخلوقات ليست من البشر .. وأن وجوهها الجميلة تلك وأجسامهم توحي بأنهم من عالم الجن أو عالم الملائكة ، الذين طالما سمعت عنهم من جداتها .. لكنها لم تصدق عينيها .. فبدأت تحاورهم بالإشارة .. وتتساءل : من أنتم ؟! .. وكيف تعيشون هنا ؟! ومن الذي جاء بكم إلي هذه البلاد الغريبة مع أنكم كنتم في الغابة الجميلة بجوار منزلي ؟! .. أليست الغابة أفضل لكم .. وأقرب إليّ ؟!
وبدأ بعضهم يفهم بعضا ً من أسئلتها ... فأخذوها إلي مبني كبير كأنه جبل رخامي ، رائع اللون ، منحوت من كل الأركان والجوانب والمداخل ومصمم علي هيئة مبني .. ودخلت في ردهات واسعة .. لها رهبة الصمت الكبير .. فوجدت في الداخل هياكل لمخلوقات كبيرة الحجم كأنها الإنسان ، وكل الهياكل محنطة كتحنيط الفراعنة للمومياوات ، بلفائف كأنها لفائف الأردية التي يلبسها الهنود ..!!
ثم دخلوا بها إلي غرف رائعة الألوان .. مليئة بصخور كلها نقوش ورسومات منحوتة في الصخر ، تحكي قصة مملكة .. واضح من الرسوم والنقوش أنها نفس المملكة التي هي فيها .. لأن كل رسوم المباني والأشجار هي نفسها التي رأتها من نافذة المركبة .. إلا أن أجسام الرجال والنساء الجميلات المرسومة تدل علي الضخامة عن هؤلاء الأقزام الذين حولها ، وإن كانت ملامح الوجوه واحدة .. خاصة العين الطويلة كأنها عين الصينيين واليابانيين ..
وبدأت الفتاة ( كارين ) تفهم من تسلسل الصور والرسومات أن هذا الكلام يحكي عن معارك كبيرة وضخمة بين هذه المخلوقات ، ومخلوقات أخري من نفس الجنس ... وكانت المفاجأة في نهاية القصة أن مخلوقات أخري ضخمة ، وكلها متعدد الأجنحة الهائلة ، ومن أجسامها تخرج خطوط أو خيوط ، علي ما يبدوا أنها أشعاعات نوراني
أو نارية .. وحول رؤوسها الجميلة جدا ً هالات من نور كأنها ملائكة أو ما شابه ..!! وشدتها اللوحة الأخيرة التي عبرت عن نهاية مجموعة ممالك من هذه المخلوقات ذات الجناحين فقط ، بما يشبه البراكين والزلازل وانفجارات كلها سوداء ، كأن قنبلة ذرية
أو نووية ألقيت علي هذه الممالك ، فجعلتها كالسراب بعد عين وإبصار ..
وراح أحد الأقزام يشرح لها بالإشارة ما فهمت منه أن هؤلاء الأقزام هم بقايا منقرضة من هذه الأمم السالفة ، وبطول الأمد تضاءلت أجسام من يولد من هذه الأعداد المحدودة وأن الألف قزم أو ما يقارب هذا العدد هم كل لأحياء تحت هذا البعد السحيق من الغابة التي تسكن هي فيها .. وأنهم لم يعرفوا الصعود إلي الغابة إلا من عشرين سنة فقط ، وأن كل صعود وهبوط يستغرق منهم عاما ً أوعاما ً ونصف عام ..! وأشار أحدهم لها بأنهم لن يجعلوها تري أكثر من هذا لأنها لو توغلت في الممالك المنكوبة ، لأصابتها صدمة عصبية أو عقلية من آثار الدمار ، وركام الجماجم المتخلفة عن كارثة كبري حلت بأجدادهم والممالك المجاورة لهم .
فأشارت لهم بما يوحي إنها تريد أن تسألهم ... من الذي فعل هذا ؟!!
فكانوا يشيرون لها إلي السماء الحمراء فوقهم ... وإلي المخلوقات الضخمة ذات الأجنحة المتعددة ...
وركبت كارين المركبة الغريبة مرة أخري .. وعادوا بها إلي كوخ حجري ضخم مقسم إلي غرف .. وراحوا يقدمون لها بعض الأطعمة الغريبة ... وكلها نباتات وثمار عجيبة وبعض العملات الذهبية الغريبة كهدية وتذكار .. وكل هذه العملات عليها نقوش
( الجن ) ذي الجناحين ... ففرحت بها جدا ً وأخذت تشير عليهم بأنها تتوق إلي رؤية والديها .. فطمأنوها بأنهم يعدون العدة للعودة بها إلي منزلها ..
ولأرهاقها الشديد من التجوال ، راحت كارين في ثبات عميق .. وهي تتمتم وتغمغم بما رأت .. فعقلها الباطن اختزن كل هذه العجائب ورفعها إلي بؤرة الشعور .. وأفاقت كارين من نومها علي حلم كأنها تطير مثل هؤلاء الأقزام لتفغر فاها دهشة ، محملقة فيما تري وهي لا تصدق ، فقد كانت بالفعل علي سريرها في غرفتها بالطابق الأعلى بمنزلهم .. وضوء الشمس البعيدة يتسلل إلي غرفتها من وراء الستائر الجميلة .. وتقع عينها فجأة علي نتيجة الحائط المعلقة ، إذا هذه الرحلة استغرقت ثمانية شهور كاملة أي قرابة السنة ( ثلثا عام كامل ) ، وأحست بشيء بارد في يدها ... فلم تجد سوى عملة واحدة فقط ذهبية .. وعليها نقش مخلوق يطير بجناحين .. فصرخت لفورها عندما تمالكت أعصابها فإذا بوالدتها التي كانت تعد الساعات والأيام والأسابيع والشهور وهي تبكي علي فراق ابنتها وفلزة كبدها تصرخ في زوجها : هذا صوت ابنتي كارين .!! ويصعد الاثنان وهما يتسابقان ، فترتمي ( كارين ) في حضنيهما وهما يمسحان عليها .. كأنهما لا يصدقان أنها هي كارين... وبدأت تروي لهما ما حدث لها لحظة بلحظة لتفاجأ بهما يصرخان في وجهها : أين كنت بالضبط يا ملعونة ؟!
أنت هربت .. وتركت المنزل من أجل ماذا ؟! فراحت الفتاة المسكينة كارين تقسم لهما بكل الإيمان .. وهي تجهش بالبكاء ... أنها لم تهرب بل كانت في رحلة إلي بلاد الجن السفلي بعالم جوف الأرض الداخلي..
وفي العادة يدرك قلب الأم والأب أن ابنتهما لم ترتكب خطأ ... وانتهيا إلي أنها بالقطع ذهبت لإحدى صاحباتها بالمدينة ، واختبأت عندها ... وإنها قد اخترعت هذه القصة الخيالية لتنجو من عقوبة أكيدة ..ولما منحتهما العملة الذهبية .. انتهيا إلي أنها عثرت عليها في هذه المدينة التي ذهبت إليها ، ساقطة من أحد الأثريين الذين يعتنون بكنوز الفايكنج القدامى سكان مستعمرة جرينلاند وبعد مرور عدة سنوات من وقوع هذه الحادثة وتأكد كارين من انه لا فائدة مما تقول للناس بدأت تكتب قصتها وما حدث لها في بلاد الجن السفلي بعالم جوف الأرض الداخلي في كتاب وهي في ربيع الثامنة عشر من عمرها .
0 التعليقات: