ذكر الباحث أسامه مرعي في كتابه (البشر الذين دخلوا بلاد يأجوج ومأجوج بعالم جوف الأرض قديماً وحديثاً )..قصة دخول أمير المؤمنين الإمام : علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بلاد يأجوج ومأجوج بعالم جوف الأرض الداخلي..
هذه هي القصه مع بعض التصرف..
بعد البحث والتقصي في كتب التراث العربي والإسلامي وجدت إحدى الروايات الغريبة عند الشيعة تثبت أن أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام الغالب على بن أبي طالب (رضي الله عنه) دخل بلاد يأجوج ومأجوج التي توجد تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي..
وإليكم أيها الإخوة الأحباب: تفاصيل رحله أمير المؤمنين الإمام : علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إلي بلاد يأجوج ومأجوج تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي لكي يري ابنه الحسن (رضي الله عنه) بلاد يأجوج ومأجوج والردم الذي يوجد بيننا وبينهم كما وردت في إحدى الروايات الغريبة في مصادر إخواننا الشيعة وذلك كما يلي:
قال العلامة : المحدث الشيخ محمد باقر المجلسي - رحمه الله - في كتابة : ( بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار ) في: ( الباب الرابع عشر ) تحت عنوان: ( إنهم عليهم السلام سخّـر لهم السّحاب ويسّـر لهم الأسباب ) ما نصه: ( قال الشيخ حسن بن سليمان - رحمه الله - في كتاب: ( المحتضر ) ( روى بعض علماء الإماميه في كتاب له اسمه: (منهج التحقيق إلى سواء الطريق) بإسناده عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: كنا جلوسا مع أمير المؤمنين على بن أبي طالب (رضي الله عنه) بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، قال: كنت أنا، والحسن والحسين (رضي الله عنهما )، ومحمد بن الحنفية ، ومحمد بن أبي بكر، وعمار بن ياسر، والمقداد بن الأسود الكندي (رضي الله عنهم)، فقال: قال له ابنه الحسن (رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين، إن سليمان (عليه السلام) سال ربه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه ذلك، فهل ملكت مما ملك سليمان بن داود (عليه السلام) ؟
فقال (رضي الله عنه): والذي فلق الحبة و برا النسمة، أن سليمان بن داود (عليه السلام) سال الله عز وجل الملك فأعطاه، وان أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) احد قبله، ولا يملكه احد بعده.
فقال الحسن (رضي الله عنه): نريد أن ترينا مما فضلك الله تعالى به من الكرامة ؟
فقال: افعل، إن شاء الله تعالى ، فقام أمير المؤمنين (رضي الله عنه) فتوضأ وصلى ركعتين، ودعا الله عز وجل بدعوات لم يفهمها احد، ثم أومأ إلى جهة المغرب، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابه، فوقعت على الدار، وإذا بجانبها سحابه أخرى، فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): أيتها السحابة، اهبطي بإذن الله تعالى ، فهبطت، وهي تقول اشهد أن لا اله إلا الله، وان محمدا رسول الله، وانك خليفته ووصيه، من شك فيك فقد ضل سبيل النجاة.
قال: ثم انبسطت السحابة على وجه الأرض حتى كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): اجلسوا على الغمامة فجلسنا، وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الأخرى فهبطت، وهي تقول كمقاله الأولى، وجلس أمير المؤمنين (رضي الله عنه) عليها ثم تكلم بكلام، وأشار إليهما بالمسير نحو المغرب، وإذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين، فرفعتهما رفعا رفيقا، فتمايلت نحو أمير المؤمنين (رضي الله عنه)، وإذا به على كرسي، والنور يسطع من وجهه، ووجهه أنور من القمر.
فقال الحسن (رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين ، إن سليمان بن داود (عليه السلام) كان مطاعا بخاتمه، وأمير المؤمنين بماذا يطاع ؟ .
فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): أنا عين الله في أرضه، ولسانه الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده .
ثم قال: أتحبون أن أريكم خاتم سليمان بن داود (عليه السلام) ؟ قلنا: نعم، فادخل يده إلى جيبه، فاخرج خاتما من ذهب فصه من ياقوته حمراء، عليه مكتوب: محمد وعلي، قال سلمان(رضي الله عنه): فتعجبنا من ذلك، فقال: من أي شيء تعجبون؟ و ما العجب من مثلي؟ أنا أريكم اليوم ما لم تروه أبدا .
فقال الحسن (رضي الله عنه): أريد أن تريني يأجوج ومأجوج والردم الذي بيننا وبينهم ، فسارت الريح تحت السحاب، فسمعنا لها دويا كدوى الرعد، وعلت في الهواء، وأمير المؤمنين (رضي الله عنه) يقدمنا، حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو، وإذا شجره جافه قد تساقطت أوراقها، وجفت أغصانها، فقال الحسن (رضي الله عنه): ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال له: سلها، فإنها تجيبك ، فقال الحسن (رضي الله عنه): أيتها الشجرة، مالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه ؟ فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): إلا ما أجبته ، قال الراوي: والله لقد سمعتها تقول لبيك لبيك يا وصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخليفته، ثم قالت: يا أبا محمد، إن أباك أمير المؤمنين (رضي الله عنه) كان يجيبني في كل ليله وقت السحر، ويصلي عندي ركعتين، ويكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعاية جاءته غمامه بيضاء، ينفح منها رائحة المسك، وعليها كرسي، فيجلس عليه فتسير به، فكنت أعيش بمجلسه وبركته، فانقطع عني منذ أربعين يوما، فهذا سبب ما تراه مني. فقام أمير المؤمنين (رضي الله عنه)، وصلى ركعتين، ومسح بكفه عليها، فاخضرت وعادت إلى حالها.
وأمر الريح فسارت بنا، وإذا نحن بملك يده في المغرب، والأخرى بالمشرق، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين (رضي الله عنه)، قال اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، و اشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، واشهد انك وصيه وخليفته حقا وصدقا. فقلت: يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي يده في المغرب، و يده الأخرى في المشرق؟
فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): هذا الملك الذي وكله الله تعالى بظلمه الليل وضوء النهار، ولا يزول إلى يوم القيامة، وان الله تعالى جعل أمر الدنيا إلي، وان أعمال العباد تعرض علي في كل يوم، ثم ترفع إلى الله تعالى .
ثم سرنا حتى وقفنا على ردم يأجوج ومأجوج فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه) للريح اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل وأشار بيده إلى جبل شامخ في العلو، وهو جبل الخضر (عليه السلام)، فنظرنا إلى الردم، وإذا ارتفاعه ما يحد البصر، وهو اسود كقطعه الليل الدامس يخرج من أرجائه الدخان، فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه) : يا أبا محمد، أنا صاحب هذا الأمر على هؤلاء العبيد ، قال سلمان (رضي الله عنه): فرأيت أصنافا ثلاثة طول احدهم مائه وعشرون ذراعا، والثاني طول كل واحد منهم ستون ذراعا، والثالث يفرش احد أذنيه تحته، والأخرى يلتحف بها.
ثم إن أمير المؤمنين (رضي الله عنه) أمر الريح فسارت بنا إلى « جبل قاف »، فانتهينا إليه وإذا هو من زمرده خضراء، و عليها ملك على صوره النسر، ثم نظر إلى أمير المؤمنين (رضي الله عنه)، قال الملك: السلام عليك، يا وصي رسول رب العالمين وخليفته، اتأذن لي في الرد؟ فرد عليه السلام، و قال له: إن شئت تكلم، وان شئت أخبرتك عما تسألني عنه. فقال الملك: بل تقول يا أمير المؤمنين . قال: تريد أن آذن لك أن تزور الخضر (عليه السلام). فقال: نعم. قال: قد أذنت لك فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا على الجبل هنيهة، فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر (عليه السلام)، فقال سلمان(رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين ، رأيت الملك ما زار الخضر إلا حين اخذ إذنك؟ فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): والذي رفع السماء بغير عمد، لو أن احدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن، و بعده الحسين، وتسعه من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم .
فقلنا: ما اسم الملك الموكل بجبل قاف ؟ فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): ترجاييل ..
فقلنا: يا أمير المؤمنين ، كيف تأتي كل ليله إلى هذا الموضع وتعود؟ فقال: كما أتيت بكم، والذي فلق الحبة و برا النسمة، إني لأملك ملكوت السماوات والأرض، ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إن اسم الله الأعظم ثلاث وسبعون حرفا، وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد، فتكلم به فخسف الله تعالى ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن - والله - اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم، عرفنا من عرفنا، وأنكرنا من أنكرنا ..
ثم قال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): أتريدون أن أريكم أعجب من ذلك ؟ قلنا: لا نطيق بأسرنا على احتمال شيء آخر، فعلى من لا يتولاك ويؤمن بفضلك وعظيم قدرك عند الله تعالى لعنه الله، ولعنه اللاعنين، والناس والملائكة أجمعين إلى يوم الدين.
ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: افعل ذلك، إن شاء الله تعالى، وأشار إلى السحابتين فدنتا منا، فقال: خذوا مواضعكم فجلسنا على سحابه، وجلس (رضي الله عنه) على أخرى، وأمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو، حتى رأينا الأرض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين (رضي الله عنه)، في اقل من طرف النظر، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذن يؤذن، وكان خروجنا منها وقت علت الشمس، فقلت: أيا لله العجب، كنا في « جبل قاف »، مسيره خمس سنين ، وعدنا في خمس ساعات من النهار؟
فقال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): لو إنني أردت أن أجوب الدنيا بأسرها والسماوات السبع وارجع في اقل من الطرف لفعلت، بما عندي من اسم الله الأعظم ، فقلنا: يا أمير المؤمنين، أنت والله الآية العظمى، والمعجزة الباهرة، بعد أخيك وابن عمك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) )
وبناء علي ما جاء في هذه الرواية التي وردت في إحدى الروايات الغريبة في مصادر إخواننا الشيعة يمكن أن نعرف أن أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام الغالب على بن أبي طالب (رضي الله عنه) من ضمن البشر في العصر القديم الذين دخلوا بلاد يأجوج ومأجوج التي توجد تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي والله سبحانه وتعالي اعلي واعلم ..
0 التعليقات: