ما هو السر في طبيعة ملابس الاحرام ؟
جميعنا يتسائل في سر طبيعة ملابس الاحرام كونها بهذا الشكل والغاية منها
فما السر في ثياب الإحرام البيضاء و ضرورة لبسها على اللحم و تحريم لبس
المخيط .. و ما معنى رجم إبليس و الطواف حول الكعبة .. ألا ترى معي أنها
بقايا وثنية
قلت له : أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حبا عذريا أفلاطونيا ، و إنما تريد
أن تعبر عن حبك بالفعل .. بالقبلة و العناق و اللقاء .. هل أنت وثني ؟
و بالمثل من يسعى إلى الله بعقله و قلبه .. يقول له الله : إن هذا لا يكفي .. لابد أن تسعى على قدميك
و الحج و الطواف رمز لهذا السعي الذي يكتمل فيه الحب شعورا و قولا و فعلا
و هنا معنى التوحيد
أن تتوحد جسدا و روحا بأفعالك و كلماتك
و لهذا نركع و نسجد في الصلاة و لا نكتفي بخشوع القلب ..
فهذه الوحدة بين
القلب و الجسد يتجلى فيها الإيمان بأصدق مما يتجلى في رجل يكتفي بالتأمل
أما ثياب الإحرام البيضاء فهي رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس و يتساوى فيها الفقير و الغني .. المهراجا و أتباعه
و نحن نلبسها على اللحم .. كما حدث حينما نزلنا إلى العالم في لحظة
الميلاد و كما سوف يحدث حينما نغادره بالموت .. جئنا ملفوفين في لفافة
بيضاء على اللحم .. و نخرج من الدنيا بذات اللفة
هي رمز للتجرد .. لأن لحظة اللقاء بالله تحتاج إلى التجرد كل التجرد
و لهذا قال الله لموسى :
(( اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ))
هو التجرد المناسب لجلال الموقف
و هذا هو الفرق بين لقاء لرئيس جمهورية .. و لقاء مع الخالق
فنحن نرتدي لباس التشريفة لنقابل رئيس الجمهورية
أما أمام الله فنحن لا شيء .. لا نكاد نساوي شيئا
و علينا أن نخلع كل ثياب الغرور و كل الزينة
قال صديقي في خبث : و رجم إبليس ؟
قلت :
- أنت تضع باقة ورد على نصب تذكاري للجندي المجهول ، و تلقي خطبة لتحيته .. هل أنت وثني ؟
لماذا تعتبرني وثنيا إذا رشقت النصب التذكاري للشيطان بحجر و لعنته .. إنها نفس الفكرة
إنها كلها رمزيات
أنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز ، و أنه ليس الجندي
و أنا أعلم أيضا أن هذا التمثال رمز ، و أنه ليس الشيطان
و بالمثل السعي بين الصفا و المروة إلى حيث نبعت عين زمزم التي ارتوى منها
إسماعيل و أمه هاجر .. هي إحياء ذكرى عزيزة و يوم لا ينسى في حياة النبي و
الجد اسماعيل و أمه المصرية هاجر
و جميع شعائر ديانتنا ليست طقوسا كهنوتية بالمعنى المعروف ، و إنما هي نوع
من الأفعال التكاملية التي يتكامل بها الشعور و التي تسترد بها النفس
الموزعة وحدتها ..
إنها وسيلة لخلق إنسان موحد .. قوله هو فعله .. فالكرم لا معنى له إذا ظل
تصريحا شفويا باللسان ، و إنما لابد أن تمتد اليد إلى الجيب ثم تنبسط في
عطاء ليكون الكرم كرما حقيقيا .. هل هذه الحركة وثنية أوطقسا كهنوتيا
و بهذا المعنى ، شعائر الإسلام ليست شعائر ، و إنما تعبيرات شديدة البساطة للإحساس الديني
و لهذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي بلا طقوس و بلا كهنوت و بلا كهنة
0 التعليقات: